الجمعة، 17 يونيو 2011

السيارات صديقة البيئة ... حلم يتحقق (الجزء الثاني)

بعد أن أعلنت السيارات تخليها الجزئي عن عالم الاحتراق الداخلي، ورغبتها في الانضمام إلى صفوف الطبيعة، بتبني صور أكثر نظافة للطاقة، وأقل تكلفة مع الوقت، حان الوقت لجيل جديد من المتنافسين، ومقاييس جديدة للمنافسة، بل وتطلب الأمر كذلك تصنيفات جديدة للمتنافسين، لتحديد هوية كل منهم، ودرجة التزامه بالاتجاه العالمي، وما يترتب على ذلك من مميزات وعيوب.

البداية مع الفئة الأكثر انتشارا وعملية ونجاحا من بين فئات الطاقة البديلة التي انضمت إلى عالم السيارات، ففئة السيارات الهجين أو الهايبرد والتي بدأت رحلة تطويرها منذ بداية صناعة السيارات، لم تختر أي صف على حساب الآخر، بل فضلت أن تبقى على شخصية متوسطة الطابع، يمكنها المزج بين مميزات كلا الجانبين مع تخفيف الضرر وتسهيل عملية التحول من الطاقة البترولية إلى الطاقة الكهربائية.

حيثُ اعتمدت الفكرة على توفير محرك احتراق داخلي ذي سعة لترية من صغيرة إلى متوسطة، ويتمتع بمعدل منخفض لاستهلاك الوقود إضافة إلى محرك كهربائي بقدرة متوسطة، تمكن السيارة من السير داخل المدن وعلى سرعات متوسطة على الطرق السريعة، ويتصل المحرك الكهربائي ببطارية تمنح المحرك الطاقة اللازمة للعمل في مدى محدد، دون الحاجة إلى المحرك الكهربائي، وفى حالة فراغ البطارية الكهربائية من الطاقة يتدخل المحرك الكهربائي لإنقاذ الموقف، بتسيير السيارة وشحن البطارية من جديد، مما يمنح السيارة معدل استهلاك منخفضا للوقود، ومعدلا أقل لانبعاثات العادم، مما يضعها تحت مظلة السيارات الكهربائية.

وبوجود محرك الاحتراق الداخلي تحصل السيارات الهجين على الكثير من المميزات، أهمها المدى الكبير جدا للسير والذي يعتمد على خزان الوقود الذي يسع لمسافة كبيرة، إضافة إلى المحرك الذي يعمل كمولد كهربائي لتشغيل المحرك الكهربائي وإتاحة الفرصة له، بتخفيف العمل عن المحرك الرئيسي، مما يزيد من مدى السير، إضافة إلى تلك النقطة، وعلى عكس باقي السيارات الكهربائية، تستفيد السيارة الهجين من قوة المحركين في تحقيق أداء جيد يضعها خارج دائرة الأداء غير المقبول لسيارات الطاقة البديلة بشكل عام.

أما العيوب فتكمن في الوزن الثقيل للسيارة جرّاء تحميلها بمحركين وبطارية ثقيلة الوزن، وكذلك منظومة دفع معقدة، وإضافة إلى ذلك تظهر مشكلة صعوبة وكلفة الصيانة نظرا لتعقيد منظومة الدفع، وكذلك الفشل في توفير العملية المطلوبة في المقصورة ومساحات التخزين، بسبب احتلال البطاريات مساحة كبيرة من أسفل المقصورة أو حقيبة الأمتعة الخلفية، وأخيرا أخطار الحريق التي قد تنتج عن البطاريات ذات المحتوى الكيميائي والتي سبق وتم تسجيل حوادث اشتعال لها بالفعل في بعض الطرازات.

ومن أبرز السيارات التي حققت نجاحا في تلك الفئة، رائعة تويوتا الشهيرة بريوس، التي تعمل بمحرك بنزين سعة 1.8 لتر، إلى جانب محرك كهربائي آخر لتقدم لقائدها معدل استهلاك مذهلا للوقود، يصل إلى 4.7 لترات لكل 100 كم مع أداء جيد وعملية مرتفعة.

ومن ثم تأتي السيارات الكهربائية، وهي سيارات تعتمد كليا على الكهرباء في تشغيلها، وتخلت بشكل كامل عن عالم الاحتراق الداخلي، حيثُ تعمل محركات كهربائية إما متوسطة في حالة السيارات العائلية أو أكثر قوة من المعتاد في حالة السيارات الرياضية، لتعمل تلك المحركات على دفع السيارة عبر نواقل حركة خاصة، تتيح للسيارة الاستفادة من عدد اللفات الكبير للمحركات الكهربائية الذي يصل إلى 13 ألف لفة في الدقيقة في بعض الأحيان، وعلى الرغم من اعتماد تلك السيارة على منظومة دفع كهربائية بالكامل، فإنها تتمتع في كثير من الأحيان بأداء رائع، إضافة إلى صيانة أقل بكثير من المعتاد مع سيارات الوقود البترولي، ومعدل استهلاك جيد للكهرباء، يوفر أضعاف ما ينفق على الوقود وكذلك يخفض نسب الانبعاثات الضارة بالبيئة إلى صفر.

وعلى الرغم من أن السيارات الكهربائية تعد مثالية في كل الجوانب، فإن المشكلة الرئيسية التي تمنع عملية التحول من الاكتمال إلى تلك النوعية، تكمن في مدى السير، الذي يعد نقطة فارقة بالنسبة لأي مستهلك، فعملية الشحن بالنسبة لبطاريات الليثيوم أيون المزودة بها تلك السيارات -وهي نفس نوعية البطاريات المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف النقالة- تستغرق ساعات طويلة، نظرا لكثرة عدد بطاريات السيارة، مما يمنع مالك السيارة الكهربائية من السفر بالسيارة لمسافات طويلة لا يغطيها مدى السير، لصعوبة البقاء فترة ثماني ساعات مثلا في إحدى نقاط الشحن على الطريق، لإعادة شحن السيارة، وبالطبع أضف إلى ذلك ارتفاع سعر السيارات من تلك الفئة، نظرا لتكلفة إنتاج البطاريات الباهظة.

ومن أبرز السيارات من تلك الفئة، سيارة نيسان ليف الكهربائية التي تعد المثال الأكثر قوة على قدرة تلك السيارات على التفوق مستقبلا، بمجرد إيجاد حل لزمن الشحن أو تحسين قدرات البطاريات لزيادة مدى السير، حيثُ زودت السيارة بمحرك كهربائي بقوة 107 أحصنة، وعزم 280 نيوتن / المتر، إضافة إلى مدى سير يصل إلى 160 كم في الساعة، وهو ما يناسب 80% من مستخدمي السيارات حول العالم يوميا، حسب ما أكدت نيسان في أبحاثها عن متوسط المسافات المقطوعة يوميا، من مستخدمي السيارات، وإلى جانب نقاط التفوق في الأداء استطاعت نيسان كذلك أن تصل إلى زمن شحن متميز، يمكن ليف من شحن 80% من سعة بطارياتها بواسطة صندوق شحن سريع، أما إذا ما وصلت السيارة للشحن بالكهرباء المنزلية، فإن زمن الشحن يصل إلى 8 ساعات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق