تمرّ شركة كيا الكورية هذه الفترة بمرحلة مختلفة من تاريخها القصير نسبيًا، فهي تكتسب -يوما بعد يوم- مزيدا من المعجبين والمحبين، والأهم من المخلصين لعلامتها التجارية، كواحدة من أكثر العلامات نجاحا في عالم السيارات في الفترة الأخيرة، بالطبع هذا لم يأتي من فراغ، وبالطبع لم تكن تلك المرحلة المتألقة وليدة المصادفة، فهي نتاج مجهود لا ينكره أحد، وفلسفة تجارية رفيعة، وفكر جديد انتقل بتلك الشركة الكورية إلى مصاف الكبار، محققة حلما كبيرا ومؤكدة أن لكل مجتهد نصيبًا.
الفلسفة الجديدة لكيا تتمثل في إطلاق طرازات أنيقة للغاية، أفضل تجميعا وتصنيعا، وأعلى جودة من العصر السابق لكيا -كما أحب أن أطلق عليه- وفي نفس الوقت المحافظة على الفارق المادي بين منافسيها، سواء اليابانيين بوجه الخصوص، أو الأوروبيين والأمريكيين، وبالفعل حققت كيا خطوات ضخمة في تلك الخطة التسويقية، فها هي الشركة الكورية "كيا - هيونداي" تجتاز الصانع العملاق تويوتا كأكبر صانع آسيوي في السوق الأوروبية للشهر الثاني على التوالي، كما أعلنت أمس الأول عن احتلال كيا هيونداى المرتبة الأولى في فئة السيدان المتوسطة في السوق الأمريكية، وهي أكثر الفئات عنفا وشراسة، وفي فئة الكروس أوفر المدمجة تألقت سبورتاج الجديدة بعنف، متخطية الكثيرين في تلك الفئة، وقدمت نموذجا يُحتذى به في تقديم سيارة أنيقة، عملية، قوية، واقتصادية في حلة مذهلة الملامح، ومكانة متقدمة تعطيها الدرجات العشر في اختبار التألق والعملية.
التصميم
تمتاز سبورتاج 2011 بطلتها الأنيقة قوية التأثير، وأعدكم –بصدق- أنها أجمل كثيرا في الحقيقة من أي صورة تبرز مفاتنها ولمساتها الأنيقة، فهي مدمجة في الخارج، واسعة في الداخل، وهو ما يوضح الذكاء الهندسي لبناء تلك السيارة العملية، كما أنها تمتلك الطلة القاسية المعبّرة عن تلك الفئة.
المقدمة تعبّر بكل ما أوتيت من قوة عن طموح تلك السيارة، فهي صارمة الملامح بنظرة المصابيح الأمامية القاسية، وشبك التهوية الأمامي المسمى بـ "فم النمر"، والذي يكمل الهيئة القوية، مع المصدّ الأمامي البارز، وغطاء المحرك المنساب بدقة، والمرتفع بهدوء أعلى المصابيح الأمامية.
الشكل الجانبي أنيق هو الآخر، فرغم قلة تفاصيله بطبيعة الحال، فإنه يأتي متناسقا وغير متكلف، بعكس المقدمة، فهو مناسب ببساطة، كما تتألق الإطارات السبائكية كبيرة الحجم، والتي تم تغيير تصميمها لنسخة SX الرياضية الأنيقة، كما يوضّح الخط البارز المار بالأبواب انسيابية السيارة.
أما الخلفية فهي تتشابه في فكر خطوطها مع المقدمة، كثيرة التفاصيل، صارمة الملامح، حادة الخطوط، فالمصابيح الخلفية كبيرة الحجم، تعتمد على منظومة إضاءة بتقنية الموحدات الثنائية المضيئة الموزعة بدقة، كما تكثر الخطوط على الباب الخلفي للسيارة، الذي تتوسطه النافذة الخلفية الصغيرة نسبيًا، والمصدّ الخلفي، المزين بعواكس ضوئية كبيرة الحجم.
المقصورة
حاولت كيا أن تقدم مقصورة تمتاز بالعملية والجودة في المقام الأول، وخرج النتاج النهائي، عمليا جيدا عالي الجودة، أنيقا بامتياز، فمقصورة سوبرتاج 2011 تتميز بسهولة التعايش معها، لا تعقيدات رغم التفاصيل الكثيرة، كما أنها قرّبت كل أزرار التحكم في وظائف السيارة من متناول يد السائق، وتمتلك سبورتاج قائمة مناسبة للغاية من التجهيزات، تأتي بصفة أساسية في أغلب أسواقنا العربية، متضمنة مشغل أقراص مدمجة، ومقودا متعدد الوظائف، حزمة مقاعد أمامية رياضية، مكسوة بجلد فاخر، تحكما كهربائيا في النوافذ والمرايا الخارجية، مكيف هواء مفلترا، ووسادتين هوائيتين، فضلا عن بعض التجهيزات الأخرى فيما يخص الرفاهية والأمان، كما يمكن طلبها بقائمة اختيارية تتضمن مثبت سرعة أوتوماتيكيا، مستشعرات ضوئية، إطارات سبائكية قياس 18 بوصة، مكيفا هوائيا أوتوماتيكيا، فتحة سقف بانورامية، مفتاح تشغيل ذكيا، مقاعد أمامية مكيفة.
ولم تغفل كيا الجانب العملي في سبورتاج الجديدة، فقدمتها بغرفة أمتعة مناسبة، وغرف تخزين تنتشر في جميع أرجاء المقصورة، كما يمكن طي الصفّ الخلفي للمقاعد بصورة تامة، تساعد على مضاعفة المساحة التخزينية للسيارة.
المحركات
كونها سيارة متعددة المهام، رياضية الملامح في المقام الأول، قدمت كيا سيارتها سبورتاج بقائمة جيدة للغاية من المحركات، تبدأ مع المحرك الجديد رباعي الأسطوانات من عائلة "ثيتا 2" المتوازنة، وهذا المحرك بسعة 2.0 لتر، قادر على توليد قوة حصانية تبلغ 163 حصانا -قوة فعلية- عند 6200 دورة في الدقيقة، كما يمكن لهذا المحرك توليد عزم دوران يبلغ 194 نيوتن متر عند 4500 دورة في الدقيقة، وبتلك الأرقام المتميزة، يستطيع هذا المحرك الدفع بالسيارة من حالة الثبات وصولا إلى سرعة 100 كلم / س في غضون 10.4 ثوان، كما يتمكن من مواصلة الاندفاع للوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 184 كلم / س.
كما يمكن طلب سبورتاج بنسخة أقوى من هذا المحرك، بسعة 2.4 لتر وبقوة 177 حصانا، عند 6000 دورة في الدقيقة ، مع قدرته على توليد عزم دوران يبلغ 227 نيوتن متر، عند 4000 دورة في الدقيقة، ويتمكن هذا المحرك من تقليص زمن التسارع نحو نصف ثانية، ليقوم بتحريك السيارة من حالة الثبات وصولا لسرعة 100 كلم / س في غضون 10 ثوان، مع قدرة على الوصول لسرعة قصوى تبلغ 186 كلم / س، بالاعتماد على نظام الدفع الرباعي.
ويمكن طلب سبورتاج الجديدة بنظام دفع أمامي، أو رباعي، بحسب الفئة، مع علبتي تروس الأولى يدوية التحكم مكونة من ست نسب أمامية، وأخرى أوتوماتيكية التحكم بنفس عدد النسب.
أما الراغبون في المزيد من القوة والفخامة، فقد قدّمت لهم كيا مؤخرًا -في بعض الأسواق الخارجية- نسخة سبورتاج SX الجديدة، التي ستكون ثاني سيارات كيا اعتمادا على قوة المحركات من عائلة GDI رباعية الأسطوانات، والمدعومة بشاحن هوائي جبري، تقوم بتوليد قوة حصانبية تبلغ 256 حصانا عند 6000 دورة في الدقيقة، مع عزم دوران يبلغ 358 نيوتن متر، تتولد عند 1850 دورة في الحقيقة، مقدمة أداء مرنا للغاية، وقدرات تنافسية قوية، ويتصل هذا المحرك بعلبة تروس أوتوماتيكية فقط بمنظومة الدفع الرباعي للسيارة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق